فضيلة الشيخ أنا طالبة مسلمة أدرس في بلد أوروبي، كل الزميلات من غير المسلمين وأنا مضطرة لمساكنتهن ومعاشرتهن، وهن لا يلتزمن بما أوجب الله من التستر، وأهلي في مدينة أخرى، فماذا أصنع.. ؟
الرد: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن طلب العلم مأمور به شرعا، ولكن يجب أن يكون هذا الطلب مصاحبا لما أوجب الله على المسلمين من آداب وأخلاق، وقد حث خير الخلق صلى الله عليه وسلم على مصاحبة أهل الخير"مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير.. . "
والواجب على الطالب في جميع أحواله أن يلتزم بما أوجب الله عليه سواء كان رجلا أم امرأة، والتعايش مع الآخرين ليس محرما بأصله، وإنما يجب ضبطه بضوابط توفر للمسلم جوا مناسبا لإقامة شعائر دينه، فلا يجوز مثلا أن تطعمي في الآنية المتنجسة بلحوم الخنزير ونحوها.
كما لا تجوز مجاراتهن في استحلال ما حرم الله من تفسخ ومجون وعدم حشمة، وعليك أن تكوني صريحة ومتفهمة للوضع من حولك واجعلي لك خصوصية تحميك من طيش الآخرين وتعلقاتهم الساذجة.
مرحبا بك، ونضع بين يديك مجموعة من النصائح لعلها تكون نافعة لك:
◄ عليك باللجوء إلى الله وكثرة الدعاء بأن يحميك ويسترك ويقيك كل أمر محرم مكروه.
◄ كوني قدوة في أخلاقك وسمتك فإن ذلك أدعى لتقبل الآخرين لما تقومين به من أمور فيها قدر من التميز والخصوصية.
◄ ساعدي زميلاتك على فهم الدين الإسلامي ومعرفته معرفة منفصلة عن التمييز والعنصرية التي يربيهم عليها آباؤهم وهم لا يشعرون.
◄ غضي بصرك ولا تطلقي نظراتك إلى زميلاتك فإن ذلك أدعى للبعد عن الوقوع في الفتنة، وحافظي على أذكار الصباح والمساء بعد المحافظة على الصلاة في وقتها وبكامل طهارتها..
◄ لو تيسر أن يكون معك أحد من أهلك من محارمك ليسكن معك بعيدا عن هذا الجو، فهذا أمر جيد ويحسن العمل على تحقيقه.
◄ دين المسلم هو أول ما تجب المحافظة عليه، وسكن المسلمة وسفرها بعيدا عن محارمها أمر في غاية الخطورة ويتوجب النظر فيه بعناية مع البحث عن البدائل المناسبة والتي قد توجد حيث يسكن أهلك.
◄ العكوف على التحصيل العلمي والتركيز على المذاكرة أمر طيب قد يبعدك كثيرا من الوقت عن تلك البيئات الضارة بالقيم والأخلاق.
والله يحفظك ويرعاك،، ،
المصدر: موقع رسالة المرأة
